ربما الكثير منا لا يعرف أن العنف أمر أساسي في صناعة سباق الخيول ..!
يتم إنتاج آلاف الأحصنة سنويا، و يتم إختيار عدد قليل منها فقط للسباق، و يتم التخلص من باقي الأحصنة مثل الغبار في الريح ..
حيث تجنى الأموال الطائله من تسابق الأحصنة التي تبلغ من العمر بين عامين و ثلاثة أعوام، حيث تبدأ تدريباتها عند عمر عام و نصف عام ، أي قبل أن تكتمل أجسامها و عظامها، ف توضع تلك الأحمال الغير طبيعية على ظهورها، وتتعرض عظامها لصدمات متتالية ، و تجبر على نظام تدريب شديد الإحكام ، وقد تتعرض لإصابات و جروح مروعة مثل التي تحدث أثناء السباق،
و تترك منتهية عند عمر من 4 إلى 6 سنوات، حيث تكون قد نضجت ..
و تحدد القرارات التي تتعلق بمصيرها بكم الأرباح المتوقعة منها، و ليس على أساس صحتها .. و تعطى الحيوانات المصابة الكثير من الأدوية، لتجري سباقات آُخرى.
كما أنها تضرب حتى 30 ضربة خلال السباق الواحد ! ذلگ بحسب إستبيان قامت بإجرائه إحدى المنظمات اللاربحية لمساعدة الحيوان، و أظهر هذا الإستبيان أنه يتم إستخدام السوط حتى مع الخيول الصغيرة ، خلال أول سباقاتها، و تضرب الخيول و هي في حالة من الإجهاد الكامل، بإستخدام السوط للضرب على الرقبة و الأكتاف، و أيضا العضلات الخلفية، و قد لوحظت الخيول و هي تضرب لعشرين و ثلاثين مرة خلال سباق واحد.
علماً بأن تلگ الضغوط الغير طبيعية التي توضع على عاتق الخيول بعنف شديد و في عمر صغير قد تتسبب بأضرار بالغه مثل قرح المعدة ، و النزيف الرئوي، التي قد لا تلاحظ في الخيول التي تعمل بشكل معقول، و تتطلب هذه المشاكل الصحية و الإصابات إستخدام الأدوية والتي يوفرها أصحاب الخيول - من ناحية إقتصادية - لضمان إستمرار السباق (وليس من أجل رعاية الحيوان) ..
إن المشكلة التي لا يمكن تجاهلها، أو تجنبها في صناعة السباق ، هي تلگ الأعداد الرهيبة من الخيول الصغيرة التي يلزم إنتاجها بالآلاف لإختيار عشرات قليلة منها فقط التي تصلح للسباق ، و تواجه تلگ الخيول الزائدة عن الحاجة نهايات غير إنسانية ، و أيضا عندما تكون خيل السبق غير قادرة على جلب المال بفوزها ، عادة ما ينتهي بها الأمر مهمله ، و تموت جوعا في أيدي أصحاب غير مباليين ..
يموت حوالي 300 حصان سباق كل عام على حلبات السباق البريطانية نتيجة لسقطات مميتة أو إصابات خطيرة، و معظمها يصاب بكسر الأرجل أو الأكتاف، السكتة القلبية، أو هبوط في مستوى الأداء مما يجعلها غير مجزية إقتصاديا، بالإضافة إلى المئات التي تتسابق حتى الموت، و الآلاف التي تقتل أو تهمل و تواجه معاملة سيئة كل عام لأنها لم تعد قادرة على الجري بسرعة تجلب المال ..
يترك حوالي 5 آلاف حصان السباق كل عام، و يدخل نفس العدد للسباق، و يتمتع القليل جدا منها بنهاية كريمة ف اما أن تستخدم للتناسل ، أو تذبح ، أو تهمل كلياً ..
نحن نعلم أن الجري سلوك طبيعي للخيول، و هو جزء من صفاتها الوراثية للهروب من المخاطر، و للبعض منها هو نوع من اللهو ، و لا أظن أن هناگ من لا يحب أن يتأمل الخيول و هي تركض و تلعب في المزارع ، لكن عندما يظهر العائد المادي في المشهد تتحول رياضة المتعة إلى العنف و القسوة حيث يحول الإنسان الحصان إلى سلعة يساء إستخدامها ..
حيث تبدأ خيول الركوب العادية عند عمر 3–4 سنوات، مقارنة بخيول السباقات التي عادة ما تبدأ في التسابق عند عمر 1.5 عام ،
و تربى خيول الركوب ببطء و بضغط قليل على مفاصلها النامية، بينما تجبر خيول السباق على الجري خارج حدود قدراتها، و تنهك أرجلها و تسحق مفاصلها النامية على الأرض ..
و يعتبر حصان الركوب كبير السن عند عمر من 18–20 عام و يمكن أن تعيش الفصائل الأصيلة حتى 25 عام ، بينما يعيش حصان السباق من 5 إلى 7 سنوات، و بينما يبدأ حصان الركوب حياته و نضوجه ينهي حصان السبق عمله و من المحتمل حياته أيضا..!!
لنعلم أن الخيول من المخلوقات التي لها شعور و إحساس، و ليست جمادا، و لا يوجد ما هو مبهج أو عاطفي في تلك السباقات الوحشية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق